الاثنين، 27 يوليو 2009



المصريون .. وقناة ساويرس !


* جمال سلطان

أمس حاولت إحدى قنوات ساويرس الفضائية عمل احتفالية بسيد القمني ، غير أن توتر مقدمة البرنامج اللافت كان يشير إلى الرسالة المطلوبة منها بوضوح ، فلا يوجد أحد يجري مداخلة ينتقد فيها القمني إلا وشوشرت هي بنفسها عليه ، ويظل المسكين يتكلم وهي تتكلم حتى لا يفهم من كلامه أحد شيئا ، وهي إهانة لها كمقدمة برامج جديدة >

ولكن من الواضح أن "المعلم ساويرس" كان ينتظر التقرير ، وفريق العمل في البرنامج يدركون ذلك ، عندما أخبرني صديق عن الحلقة قبل ربع ساعة جلست أنتظرها وأتابعها ، وكنت أضحك عندما بدأ سيد القمني يتكلم كواعظ ديني ويسرد تبجيله للنبي الكريم بأفخم الكلمات ، تحول القمني إلى شخصية متدينة وديعة ومثيرة للشفقة ، ويتحدث عن احتياجه للجائزة لأنه مسؤول عن أسرة وخلافه كما يستدر عطف المشاهد بالحديث عن "زوج أخته" الذي توفي ، وهو أمر لا علاقة له بالبرنامج ولا المشاهدين .

كما يشتكي من أن حملة صحيفة المصريون عليه وفتوى دار الإفتاء جعلت قسما من أهله يتبرأون منه ، ولذلك احتاج الأمر إلى أن يؤكد لهم على الهواء أنه ما زال يشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أتوقف عند هجومه على صحيفة المصريون وعلى شخصي وشخص أخي الأستاذ محمود سلطان ووصفنا بالأخطبوط وأننا "إخوانجية قراري" حسب بلاغته التقليدية ، غير أن ما ساءني أن تدعي مقدمة البرنامج بكل بجاحة أنها تحاول الاتصال بي بدون فائدة لأني مغلق هواتفي.

وكان من لطف الله أن الصديق جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين في الصالة الخارجية للاستديو ينتظر دخوله بعد القمني ، لأن القمني خاف من مواجهته وطلب أن يكون وحده ، اتصل علي واندهش لأن هاتفي مفتوح واستغرب ما تقوله المذيعة ، فطلبت منه أن يطلب هو منها على الهواء الاتصال بي وإعطائها رقمي ، وقد كان ، وارتبكت المذيعة ارتباكا شديدا من وقع الفضيحة .

والمهم أنها طوال الحلقة تسأل الضيوف عن "نصوص" القمني التي نتهمه بها ، وبطبيعة الحال ، مثل هذه البرامج القصيرة لا تسمح باستعراض رؤى فكرية على هذا القدر من الخطورة تحتاج لمساحة وقت كافية ، ولكني جهزت لها عدة نصوص ، وقلت لها : سأسمعك كلام القمني ونصوصه الحرفية ، وما إن بدأت أقرأ كلماته المسيئة للذات الإلهية حتى قطعوا الهاتف علي ، وادعت أن هناك مشكلة في الاتصال ، كانت مسرحية سخيفة ، لا تجرؤ عليها بكل هذا السفور قناة محترمة .

مقدمة البرنامج استدعت فريدة النقاش وجمال فهمي من أجل إدانتي بسبب طلبي للفتوى من دار الإفتاء المصرية ، وطبعا اعتبرتها فريدة النقاش ضد ميثاق الشرف الصحفي وهو ما رده عليها جمال عبد الرحيم مؤكدا أن هذا حق أي مواطن ، ولا يتعارض أبدا مع ميثاق الشرف الصحفي ، وأننا لجأنا إلى الجهة المختصة بالدولة ذاتها ، وطبعا الست فريدة محروق دمها لأن القضاء سحب الجائزة من حلمي سالم نائبها في مجلة أدب ونقد .

وأما الزميل جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحفيين فكان فجا مفتقرا لأبسط أصول اللياقة وهو يسبني أنا وشقيقي ويشتم جريدة المصريون ، دفاعا عن سيد القمني وفاروق حسني ، صحيح أن "حظيرة" فاروق واسعة ، لكن ليس إلى هذا الحد الذي يتنكر فيه عضو مجلس نقابة لمسؤوليته تجاه زميله ويدعي أنه لا يعرفني ، وللأمانة فإنه لا يشرفني بالمرة معرفة جمال فهمي ، وهو ـ بالمقياس المهني ـ حالة هامشية في دنيا الصحافة .

لكن ، إذا كنت لا تعرفني يا جمال ولا تعرف إن كنت عضوا بنقابة الصحفيين ، لماذا كنت تصدع رأسي بإيميلاتك أثناء الانتخابات ، وأما حديثه عن الشرف الصحفي فكان ينبغي لمثله أن ينأى عن الحديث عنه ، لأننا والحمد لله ، لا نركب الشيروكي من أحمد قذاف الدم ، ولم نخون المناضلين المعتقلين عندما يأتمنونا على مذكراتهم للنشر فنبيعها لأجهزة الأمن.

وعلى كل حال ، ما ينكشف لنا كل يوم من اتساع رقعة الظلام الذي بسطه فاروق حسني وعصابته على الحياة الثقافية في مصر يزيدنا إصرارا على المضي في حملتنا ، وسوف نفاجئهم في الأيام المقبلة ـ بعون الله ـ بما لم يكن في حسبانهم .

هامش
جمال عبد الرحيم


كل التحية للنقابي الوطني الشريف الأستاذ جمال عبد الرحيم ، الذي عرضوا عليه استلام مكافأته المالية بعد الحلقة ، وبعد أن استلمها القمني ، فرفض جمال عبد الرحيم بمروءة وقال لهم على مسمع من الجميع : أنا لا آخذ فلوس من ساويرس.

*صحفي ومفكر مصري
gamal@almesryoon.com
صحيفة المصريون
23 - 7 – 2009

ليست هناك تعليقات: