السبت، 3 أكتوبر 2009

الناسخ والمنسوخ

يحتج بعض مثيري الشبهات حول الإسلام أن الناسخ والمنسوخ في القرآن من الاختلاف الذي ذكره الله في الآية " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " (النساء: 82 ) . فهم يعتبرون الناسخ والمنسوخ تناقض واختلاف في الأحكام ولكن التفصيل التالي يبين انتفاء ذلك .

إن نزول القرآن منجما أي موافقا للظروف و الأحداث جعلت لكل موقف حكم وحيث أن هذه الأحداث قد مرت فلا يلزمها هذا الحكم وهذا لأن الإسلام دين يتعامل مع واقع الأحداث فمثلا عندما كان المسلمون في مكة مضطهدون ومستضعفون ومطاردون من المشركين وليس لهم قوة مادية أو منعة كان الحكم هو الكف عن القتال قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ... (77)النساء " ولكن لما تغيرت الأحداث وهاجر المسلمون إلى المدينة وكانت لهم قوة ومنعة ولكن غير مستقرة أو ضعيفة أختلف الحكم وصار الأمر هو إذن بالدفاع عن أنفسهم " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الحج"

وهذا ليس معناه إلغاء حكم الآية الأولى أوتناقضه ولكن معناه إذا تكرر حدث الاضطهاد والطرد والضعف فالحكم هو الكف عن القتال أما إذا تحصن المسلمون في مدينة أو دولة فالحكم هو الأذن بالدفاع عن النفس . وهذا يبين لنا أن المقصود بالناسخ والمنسوخ في القرآن هو تغير الحكم بتغير الظروف والملابسات وذلك يدل على واقعية دين الإسلام وانعدام المثالية التي لا يطيقها أغلب البشر.

ومثل آخر :

كان النبي في بداية الإسلام مأمور بالصلاة لوقت طويل من الليل وكذلك المسلمون ولعل هذا لعدم الأمن بالنهار ولعله إعداد تعبدي وإيماني مكثف مثل ما يحدث للجندي حين يدخل الجيش

فكان الأمر " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6المزمل "

ثم لما تغيرت الظروف واحتاج المسلمون لجهدهم في النهار كان الأمر " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)المزمل " نلاحظ أن في هذا الحكم تخفيف من الله لعباده المؤمنين وهذا أيضا لا يلغي الحكم ولكم من وجد في نفسه قدرة وصبر على العمل بالحكم الأول فليفعل فهو قربى من الله ورفع للدرجات في الجنة وفي رضا الله

فأين التناقض والاختلاف في ذلك .

ومثل ذلك قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" 183 البقرة والحكم في هذه الآية أنهم كانوا إذا فطروا أكلوا وشربوا وجامعوا النساء ويناموا قبل أن يصلوا العشاء فتم تخفيف الحكم بقوله تعالى " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم " فهل التخفيف والتيسير يعتبر تناقض في القرآن ؟ لا يقول بذلك عاقل.

وكذلك التخفيف والتيسير يدل على رحمة الله بالناس . وتسمية الفقهاء لذلك بالناسخ والمنسوخ كمصطلح فقهي لا يعطي المعنى الظاهر للمصطلح والتفصيل الذي ذكرته ينفي القول بأن في القرآن نسخ وتعديل وحذف وإضافة أو تناقض واختلاف في الأحكام . وقد توسع الفقهاء في الماضي في استخدام المصطلح في الآيات التي قيدت المطلق وخصصت العام .أما الاحتجاج بالأخبار الضعيفة أو المكذوبة أو حتى أحاديث الآحاد التي توسع في عملية الناسخ والمنسوخ فتخرجه من معناه كالتي يذكرها المستشرقون والمسيحيين في كتبهم . فلم يأخذ بها جمهور علماءنا . وغير معمول بها في الفقه الإسلامي .ولم يترتب عليها حكم أو اعتقاد .

" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " (النساء: 82 ).

تعطي الآية معياراً صحيحاً للتحقق من صحة نسبة أي كتاب إلى الله عز وجل، فالبشر من طبعهم الخطأ والنسيان، والتخليط بعد تقادم الأيام، ولذا تأتي كتاباتهم منسجمة مع هذه الطبائع البشرية.

ولو طبقنا هذا المعيار على الأناجيل الأربعة والرسائل الملحقة بها، فإنا سنرى آثار هذه الطبائع تتجلى في أخطاء الإنجيليين وتخالفهم وتناقضهم في الأحداث والأحكام التي يوردونها في كتاباتهم.

ووجود التناقض يدحض دعوى إلهامية هذه الكتب، واعتبارها جزء من كلمة الله التي أوحاها إلى بعض تلاميذ المسيح.

أما الاختلاف في الكتاب المقدس فهو كثير أنقله هنا كمثال وليس للحصر :

يتحدث يوحنا عن الله الآب فيقول: "والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي، لم تسمعوا صوته قط ولا رأيتم هيئته" (يوحنا 5/37)، وعليه فإن أحداً لم يسمع صوت الله.

في حين أن الإنجيليين الثلاثة يتحدثون عن صوت لله سمعه الناس بعد عمادة المسيح على يد يوحنا المعمدان، يقول مرقس: "وكان صوت من السماوات: أنت ابني الحبيب الذي به سررتُ" (مرقس 1/11)، و(انظر متى 17/5، ولوقا 3/22)، فكيف يتحدث الإنجيليون عن صوت الله وهو يبشر بالمسيح في حين أن يوحنا يذكر أن أحداً لم يسمع صوت الله ولم يره؟

ويذكر يوحنا أن الكهنة واللاويين أرسلوا إلى يوحنا المعمدان ليسألوه : من أنت ؟ فسألوه وقالوا : " أأنت إيليا ؟ فقال : لست أنا " (يوحنا 1/20 - 22).

لكن متى يذكر أن المسيح قال عنه بأنه إيليّا " الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان. ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه.. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليّا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع" ( متى 11/14 ).

وفي موضع آخر قال المسيح، وهو يقصد يوحنا : " ولكني أقول لكم : إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا " (مرقس 9/13)، فلزم من هذا التناقض تكذيب أحد النبيين أو تكذيب كتبة الأناجيل، وهو الصحيح.

وتتحدث الأناجيل عن إتيان المسيح شجرة تين، فلما وجدها غير مثمرة دعا عليها قائلاً: " لا تخرج منك ثمرة إلى الأبد، فيبست تلك الشجرة للوقت، فنظر التلاميذ وتعجبوا " ( متى 21/19 – 20 )، إذاً كان يباسها في الحال.

وهذا ما يناقضه مرقس، إذ ذكر دعاء المسيح على الشجرة ثم " لما صار المساء خرج إلى خارج المدينة، وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول، فتذكر بطرس، وقال له: يا سيدي، انظر التينة التي لعنتها قد يبست! " ( مرقس 11/19 – 20 )، ومعنى هذا أنها لم تيبس في الحال، كما لم يكتشف التلاميذ يباسها إلا في الغد.

ويذكر متى أن المسيح عندما دخل كفر ناحوم " جاء إليه قائد مائة يطلب إليه ويقول : يا سيدي، غلامي مطروح في البيت مفلوجاً متعذباً جداً " ( متى 8/5 - 7 ).

ويروي لوقا القصة وذكر بأن القائد لم يأت للمسيح بل " فلما سمع عن يسوع (أي القائد) أرسل إليه شيوخ اليهود يسأله أن يأتي ويشفي عبده، فلما جاءوا إلى يسوع طلبوا إليه باجتهاد.." (لوقا 7/3 - 4 )، فهل حضر القائد أم لم يحضر.

يتناقض متى في صفحة واحدة وهو يتحدث عن رأي المسيح في بطرس، فقد قال له: " طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات.. أنت بطرس... وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات...".

ولكنه ناقض ذلك بعده بسطور حين قال عنه: " قال لبطرس : اذهب عني يا شيطان. أنت معثرة لي، لأنك لا تهتم بما لله، لكن بما للناس " ( متى 16/17 - 23 ).

ثم يتحدث متى عن إنكار بطرس للمسيح في ليلة المحاكمة بل وصدور اللعن والسب منه (انظر متى 26/74 ).

ثم يقول عنه في موضع آخر: " متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً، تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر " ( متى 19/28 )، فأي الأقوال تصدق في حق بطرس، وجميعها منسوبة للمسيح؟

ومن التناقض أيضاً ما وقع فيه لوقا حين زعم أن المسيح قال: " إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون تلميذاً " ( لوقا 14/26 ).

ثم في موضع آخر يذكر لوقا أن رجلاً سأل المسيح عن طريق الحياة الأبدية فكان من إجابته "أكرم أباك وأمك " ( لوقا 18/20 ).

وفي مرقس أن المسيح قال: " تحب قريبك كنفسك " (مرقس 12/31 )، فهل المطلوب من التلاميذ بغض الوالدين أم محبتهما وإكرامهما؟

ومثله ما جاء في سفر الخروج أن موسى أصر على رؤية الله فقال له الرب: " هو ذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، أما وجهي فلا يرى " ( الخروج 33/21 - 23 ).

كما يتناقض قول يوحنا مع زعم لوقا بأن استفانوس قد رأى الله بصورته ومجده، إذ يقول: "وأما هو فشخص إلى السماء، وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجدَ الله ويسوعَ قائماً عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله" (أعمال 7/55-56).

إن الاقانيم عند كم متشابهون و متساوون والاهم من ذلك أنهم متفقون بالمشيئة!!!

أي أن الاقانيم عندكم "الأب, الابن , الروح القدس" لا يتعارضون أبدا بالمشيئة بأي شيء كان..
وهذا الذي نفاه الإنجيل نفسه...
فلنقرأ اختلاف المشيئة بين الاقانيم في الإنجيل:
متى26 :42 فمضى أيضا ثانية وصلّى قائلا يا أبتاه أن لم يمكن ان تعبر عني هذه الكأس إلا أن اشربها فلتكن مشيئتك.
والجدير بالذكر انه عندما رأى تلاميذه نيام قالها ثلاثا!!!
متى26 :43 ثم جاء فوجدهم أيضا نياما.اذ كانت أعينهم ثقيلة.
متى26 :44 فتركهم ومضى أيضا وصلّى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه.
ردد نفس الكلام...أي تكن مشيئة الاقنوم الأب ولا تكن مشيئة اقنوم الابن!!!
يوحنا4 :34 قال لهم يسوع طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني واتمم عمله.
وهنا أيضا....
ليس ليعمل مشيئة اقنومة بل ليعمل مشيئة اقنوم الأب....
وهذا جاء مصدقا لقول الله تعالى "وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ"

وهنا نرى أن الأب أعلى من الابن في الاقنومية واكبر ....ما هذا الاختلاف بين ما تكتبون وما تعتقدون

ولمن أراد الاستزادة

http://eld3wah.com/html/new-testament/index.htm

إنجيل متى الإصحاح 4 : 2 " صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع "
لو كان إلهاً فلمن يصوم ؟ كما أن الجوع من خصائص البشر
إنجيل متى الإصحاح 6 : 9 من أقوال المسيح عليه السلام : -" أبانا الذي في السموات "
ألا تدل " نا " على الانتماء لمن يخاطبهم ؟ أي أن المسيح يعتبر نفسه كالناس الذين يدعون الله ألا يتناقض هذا مع دعوى إلوهيته

-إنجيل متى الإصحاح 7 : 21 من أقوال المسيح عليه السلام :-"يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي".
أي أن طاعة الله سبحانه وتعالى هي أساس رضا الله

بينما بولس يعتبر شريعة الله التي تهذب السلوك البشري: لعنة، فقال: " المسيح افتدانا من لعنة الناموس" (غلاطية 3/13). ويبطل العمل بالشريعة أو الأعمال الصالحة ولا يعتبرها شرطا لدخول الملكوت بينما المسيح يرى طاعة الله هي التي تدخل فاعلها الملكوت . أليس هذا التناقض بعينه وفي عمل واعتقاد عظيم وكبير حيث لم يخلوا أي تجمع بشري من إتباع القوانين وتنفيذها ولكن بولس أراد أن يحول الناس من إتباع قواني الله إلى إتباع قوانين البشر .

من الواضح أن بولس أراد أن يجعل دخول النصرانية بدون تكاليف أو إتباع للقانون الإلهي ليجمع أكبر عدد من الناس حوله هو بالذات ويحول دون أن يتبعوا بقية تلاميذ المسيح الذين كانوا يعرفون الدين الحق .

الأمثلة على هذا التناقض كثيرة وعظيمة وكانت سبب أساسي في تحول الكثير من النصارى عن المسيحية إلى الإسلام . وتبريرات رجال الكنيسة لم تبرهن على صحة نسبة الإنجيل للمسيح لذوي العقول السوية .

( هذا الموضوع كان رد على شبهة أثارتها الكنيسة المصرية على صفحتها ولكنهم أبو إلا أن يعرضوها مبتورة عن اصلهاولذلك تم عرض الرد كامل هنا )

ليست هناك تعليقات: